إلي رحمة الله

 

3- الشيخ ظلّ الرحمن الصديقي رحمه اللّه

 1341-1428هـ = 1922-2007م

 

 

  

 

  

 

 

        في نحو الساعة الثانية عشرة إلاّ الربع من الليلة المتخلّلة بين السبت والأحد: 4-5/ شعبان 1428هـ الموافق 18-19/ أغسطس 2007م استأثرتْ رحمة الله تعالى بالعالم الداعية الشيخ ظل الرحمن الصديقي الإمام والخطيب بمسجد «سات راسته» بمدينة «مُمْبَاي» – بُومْبَايْ سابقًا – بعد نوبة قلبية ألَمّتْ به . وذلك في نحو 85 من عمره.

        وقد خَلَّف وراءَه ستة بنين وثلاث بنات . وكان عالماً موثوقًا به لدى الشعب المسلم في مدينة «ممباي» على اختلاف المدارس والاتجاهات؛ حيث كان عالماً بصيرًا بالدين ومسائله وأحكامه ، إلى جانب زهده وصلاحه وإبائه واحتفاظه بالشخصيّةِ العلميّة الوقورة . وكان نشيطاً في سبيل خدمة المصالح الإسلاميّة ومناصرة المسلمين ، ولاسيما تدعيم المدارس الدينية التي ترابط على الثغر الإسلامي في هذه البلاد ولاسيّما الجامعة الإسلاميّة دارالعلوم/ ديوبند وجامعة دارالعلوم ندوة العلماء بـ «بلكنؤ». وشغل منصب رئيس جمعية علماء الهند على مستوى ولاية «مهاراشترا» ونائب رئيس لهيئة العلماء لعموم الهند ، وعَمِلَ عضوًا تأسيسيًّا لهيئة الأحوال الشخصيّة الإسلاميّة لعموم الهند. كما كان مديرًا لمكتب دارالعلوم / ديوبند بمدينة «مُمْبَايْ» وعمل مدرسًّا في مدرسة خير الإسلام الأردية الثانوية العالية لمادة الدينيات .

        كانت أسرته من سكان «جالون» بيوبي . ووُلِدَ هو بمدينة «مُمْبَايْ» وبعد ما تلقى التعليم الديني عمل إمامًا في مسجد «نوباره» بحيّ «باندره» أحد أحياء «ممباي» الشهيرة ؛ ولكنه صار إمامًا فيما بعد، منذُ عام 1955م/ 1374هـ بمسجد «سات راسته» بالمدينة وظل يؤم ويخطب به ليوم وفاته ، وكان المسجد بفضل وجوده صار موضع الاهتمام الشعبيّ لدى مسلمي المدينة وكان رجال الدين والعلم يتجمعون إليه في المسجد لملاقاته والاستعانة به في تدعيم القضايا الإسلاميّة بشتى أساليب الدعم التي كان يسعد بممارستها ويحسبها ذخيرة له يومَ لاينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم .

        وصُلِّيَ عليه بعد صلاة الظهر يوم الأحد 5/ من شعبان 1428هـ الموافق 19/ أغسطس 2007م بمسجده الذي كان يؤمّ فيه . وأمَّ الصلاةَ عليه الشيخ المقرئ ولي الله الإمام والخطيب بمسجد «نور» بحيّ «دونكرى» بالمدينة ووُرِّيَ جثمانه بمقبرة «ناريل بارى» بالمدينة. وحَضَرَ الصلاةَ آلاف من المسلمين المنتمين إلى شتى شرائح المجتمع ولاسيما العلماء والوجهاءَ والمثقفين وطلاب علم الدين .

        وترك وفاتُه ثغرًا لايُمْلأ بالنسبة للخدمة الاجتماعيّة لمسلمي المدينة خصوصًا ولمسلمي الهند عمومًا ؛ لأنّه كان مؤهلاً لذلك بشكل لايتأتى به تأهل الرجال إلاّ بمشيئة الله . كثّر الله أمثالَه وأدخلَه فسيح جنّاته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان .

        هذا ، وأحد أنجال الفقيد وهو الأستاذ عطاء الرحمن الصديقي الندوي يعمل إمامًا وخطيبًا بأحد المساجد التابعة لوزارة الأوقاف بدولة قطر. وقد قَرأَ عليَّ بعضَ الكتب عندما كنتُ أستاذًا بدارالعلوم ندوة العلماء بـ«لكهنؤ» والأمل فيه كبير لدينا أن يملأ الفراغ الذي تركه أبوه العظيم في مجال الخدمة الاجتماعيّة والتوعية الدينية لمسلمي مدينة «مُمْبَايْ» ومسلمي الهند عامّة . والله على ما يشاء قدير .

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . ذوالحجة 1428هـ = ديسمبر 2007م يناير 2008م ، العـدد : 12 ، السنـة : 31.